حبيب الروح



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حبيب الروح

حبيب الروح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حبيب الروح

أقلام لاتتوقف عن النبض والأبداع


2 مشترك

    انتبه قبل ان تسب الزمن....

    majed
    majed
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 38
    نقاط : 82
    تاريخ التسجيل : 14/11/2009
    العمر : 37
    الموقع : الامارات

    m1 انتبه قبل ان تسب الزمن....

    مُساهمة  majed الأربعاء ديسمبر 02, 2009 8:12 am


    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ،وأنا الدهر بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار ) .

    تخريج الحديث الحديث أخرجه البخاري و مسلم .

    معاني المفردات السب : الشتم أو التقبيح والذم .

    الدهر : الوقت والزمان .

    يؤذيني : أي ينسب إليَّ ما لا يليق بي .

    وأناالدَّهر : أنا ملك الدهر ومصرفه ومقلبه .

    ألفاظ للحديث جاء الحديث بألفاظ مختلفة منها رواية مسلم : ( قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يقول : ياخيبة الدهر ، فلا يقولن أحدكم : يا خيبة الدهر ، فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما ) .
    ومنها رواية للإمام أحمد : ( لا تسبوا الدهر فإن الله عزوجل قال : أنا الدهر الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك ) وصححه الألباني .

    معنى الحديث أقسم الله تعالى بالعصر والزمان لعظمته وأهميته ، فهو ظرف العمل ووعاؤه ، وهو سبب الربح والخسارة في الدنيا والآخرة ، وهوالحياة ، فما الحياة إلا هذه الدقائق والثواني التي نعيشها لحظة بلحظة ، ولهذا امتنالله به على عباده فقال: {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أوأراد شكورا }(الفرقان 62) فمن فاته عمل الليل قضاه بالنهار ، ومن فاته عمل النهارقضاه بالليل .

    وكان أهل الجاهلية إذا أصابتهم مصيبة ، أو حُرِموا غرضاً معيناً أخذوا يسبون الدهر ويلعنون الزمان ، فيقول أحدهم : " قبح الله الدهر الذي شتت شملنا " ، و" لعن الله الزمان الذي جرى فيه كذا وكذا " ، وما أشبه ذلك من عبارات التقبيح والشتم ، فجاء هذا الحديث لرد ما يقوله أهل الجاهلية ومن شابههم وسلك مسلكهم ، فبيَّن أن ابن آدم حين يسب الدّهر والزمان ، فإنما يسب - في الحقيقة - الذي فعل هذه الأمور وقدَّرها ، حتى وإن أضاف الفعل إلى الدهر ، فإن الدَّهر لافعل له ، وإنما الفاعل هو ربُّ الدهر المعطي المانع ، الخافض الرافع ، المعز المذل، وأما الدهر فليس له من الأمر شيء ، فمسبتهم للدهر هي مسبة لله عز وجل ، ولهذا كانت مؤذية للرب جل جلاله .

    ومَثَلُ من يفعل ذلك كرجل قضى عليه قاض بحق أوأفتاه مفت بحق ، فجعل يقول : " لعن الله من قضى بهذا أو أفتى بهذا " ، ويكون ذلك منقضاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وفتياه فيقع السبُّ عليه في الحقيقة ، وان كان السابُّ لجهله أضاف الأمر إلى المبلِّغ ، مع أن المبلِّغ هنا ناقل للحكم ، فكيف بالدهر والزمان الذي هو مجرد وعاء ، وطرف محايد لا له ولا عليه ، والله تعالى هوالذي يقلبه ويصرفه كيف يشاء .

    إذاً فالإنسان بسبِّه للدهر يرتكب جملة من المفاسد ، منها أنه سبَّ من ليس أهلاً للسب ، فإن الدهر خلق مسخَّر من خلق الله ،من قاد لأمره متذلل لتسخيره ، فسابُّه أولى بالذم والسب منه .

    ومنها أن سبه قد يتضمن الإشراك بالله جل وعلا ، إذا اعتقد أن الدّهر يضر وينفع ، وأنه ظالم حين ضر من لا يستحق الضر ، ورفع من لا يستحق الرفعة ، وحرم من ليس أهلاً للحرمان ،وكثيراً ما جرى هذا المعنى في كلام الشعراء القدماء والمعاصرين ، كقول بعضهم :

    يا دهر ويحك ما أبقيت لي أحدا وأنت والد سوء تأكل الولدا وقول المتنبي :
    قبحا لوجـهك يـا زمان كـأنه وجه له من كل قبح برقع وقال آخر :
    إن تبتلى بلئ ام الناس يرفعهم عليك دهر لأهل الفضل قد خانا فسابُّ الدهر دائر بين أمرين لا بد له من أحدهما : إما مسبة الله ، أو الشرك به ، فإن اعتقد أن الدَّهرفاعل مع الله فهو مشرك ، وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك ، فهو يسب الله تعالى .

    ثم إن في النهي عن سب الدهر دعوة إلى اشتغال الإنسان بما يفيد ويجدي، والاهتمام بالأمور العملية ، فما الذي سيستفيده الإنسان ويجنيه إذا ظل يلعن الدهرويسبه صباح مساء ، هل سيغير ذلك من حاله ؟ هل سيرفع الألم والمعاناة التي يجدها ؟هل سيحصل ما كان يطمح إليه ؟ ، إن ذلك لن يغير من الواقع شيئاً ، ولا بد أن يبدأالتغيير من النفس وأن نشتغل بالعمل المثمر بدل أن نلقي التبعة واللوم على الدهروالزمان الذي لا يملك من أمره شيئاً .

    نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا وقد نهجوا الزمان بغير جرم ولو نطق الزمان بنا هجانا هل الدهر من أسماء الله ؟والدَّهر ليس من أسماء الله ، وذلك لأن أسماءه سبحانه كلها حسنى ، أي بالغة في الحسن أكمله ، فلابد أن تشتمل على وصف ومعنى هو أحسن مايكون من الأوصاف والمعاني في دلالة هذه الكلمة ، ولهذا لا يوجد في أسماء الله تعالىاسمٌ جامدٌ لا يدل على معنى ، والدَّهرُ اسم جامد لا يحمل معنى سوى أنه اسم للوقت والزمن .

    ثم إن سياق الحديث أيضاً يأبى أن يكون الدَّهر من أسماء الله لأنه قال : ( وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار ) ، والليل والنهار هما الدهر ،فكيف يمكن أن يكون المقلَّب بفتح اللام هو المقلِّب بكسر اللام ؟! ولذلك يمتنع أن يكون الدَّهر اسماً لله جل وعلا .

    الأذى والضرر وقد ذكر الحديث أن فيسب الدهر أذية لله جل وعلا ، ولا يلزم من الأذية الضرر ، فقد يتأذى الإنسان بسماع القبيح أو مشاهدته أو الرائحة الكريهة مثلاً ، ولكنه لا يتضرر بذلك ، ولله المثل الأعلى ، ولهذا أثبت الله الأذية في القرآن فقال تعالى : {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا }(الأحزاب 57)، ونفى عن نفسه أن يضره شيء فقال تعالى : {إنهم لن يضروا الله شيئا }( آل عمران 176) ، وقال في الحديث القدسي : ( يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ) رواه مسلم .
    zoumored
    zoumored
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 111
    نقاط : 156
    تاريخ التسجيل : 03/11/2009
    العمر : 38

    m1 رد: انتبه قبل ان تسب الزمن....

    مُساهمة  zoumored الخميس ديسمبر 03, 2009 10:17 am

    انتبه قبل ان تسب الزمن.... Naeeb_zamanana
    majed
    majed
    عضو مشارك
    عضو مشارك


    عدد المساهمات : 38
    نقاط : 82
    تاريخ التسجيل : 14/11/2009
    العمر : 37
    الموقع : الامارات

    m1 بطاقة شكر

    مُساهمة  majed الخميس ديسمبر 03, 2009 11:25 am


    شكرا لك على مرورك الكريم وعلى أهتمامك

    انتبه قبل ان تسب الزمن.... 0002030B


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 2:29 pm